ختلف أسباب الإصابة بالسكتة الدماغية والأمراض العصبية التنكسية عموماً، ولكن تبقى النتيجة واحدة في ما يتعلق بالسلسلة الجزيئية المسؤولة عن موت خلايا الدماغ عند الإصابة بتلك الحالات.
وقام الباحثون من جامعة جونز هوبكنز بعزل بروتين فردي يوجد في نهاية السلسلة التي تقف وراء الضربة القاضية التي يتعرض لها الحمض النووي في الخلية، وأجريت التجارب على خلايا مختبرية بناءً على معلومات متزايدة حول نوع معين من أنواع موت الخلية المبرمج، للتعرف إلى السبب المحدد الذي يؤدي في نهاية الأمر إلى موت الخلية، ووجد العلماء أنه بالرغم من اختلاف مسببات أمراض الزهايمر، والشلل الرعاش، وبعض الأمراض العصبية التنكسية الأخرى، إلا أن تلك الأمراض تتشارك الآلية نفسها التي تموت بها الخلية بتورط أحد الأنزيمات، وقد أشارت دراسة سابقة إلى أنه عندما يتحرك البروتين من مكانه بالميتوكندريا- مكان إنتاج الطاقة بالخلية- إلى نواة الخلية فإنه يتسبب بتدهور حالة الجينوم الموجود في نواة الخلية، ما يؤدي إلى موت الخلية، وتبين من خلال اختبار 160 بروتيناً من المشتبه فيه أنه يلعب دوراً في عملية موت الخلية، وجد أن البروتين المعروف اختصاراً «MIF» يلعب دوراً مركزياً في تلك العملية. فقد وجد العلماء الباحثون أن AIF يتحد مع MIF ويحمله إلى داخل نواة الخلية، حيث يقوم الأخير بتقطيع الحمض النووي، وهي المرحلة التي يعتقد أنها المرحلة النهائية في عملية موت الخلية الذي يكون من ذلك النوع، وإضافة لذلك تم اكتشاف مركب كيميائي يوقف نشاط البروتين MIF بعد تمكنه من وقف نشاط ذلك البروتين في الخلايا المختبرية أثناء التجارب، ما ساعد في وقاية الخلية من الموت، لذلك فإن الأبحاث المستقبلية ستركز على اختبار ذلك التأثير الإيجابي في الحيوانات مع إدخال بعض التعديلات لرفع درجة الأمنية والفعالية، ولكن ينوه العلماء بأنه بالرغم من أن ذلك النوع من موت الخلية المبرمج هو المسبب لانتهاء الخلية في حالات كثيرة من الأمراض العصبية التنكسية، إلا أن مقدرة البروتين MIF على تقطيع الحمض النووي في الوقت الحالي ينحصر في السكتة الدماغية فقط، والتي توصل الباحثون من قبل إلى إمكانية تقليل أضرارها لدى الفئران من خلال تعطيل جين MIF.

استعادة الذاكرة
اكتشاف آلية موت الخلايا استمع
1989 اجمالي المشاهدات 2 المشاهدات اليوم