ارتبط داء الزهايمر دوما بالتقدم في العمر، لكنه يصيب أيضا الشباب، حيث تشير احصائيات المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي في فرنسا الى ان 20 الف شخص، تقل اعمارهم عن 60 سنة، يعانون من الزهايمر، فيما تؤكد ارقام مراكز الذاكرة اصابة 8500 شخص.
ويعاني في المجموع 855 الف شخص من الزهايمر والامراض ذات الصلة، فيما يصل عدد المرضى المعنيين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالمرض الى 3 ملايين شخص.
وتشير التوقعات الى أن مليوناً و300 الف شخص سيصابون بهذا الداء في فرنسا في غضون 2020، بسبب تقدم السكان في العمر، وهو الشكل الاكثر شيوعا في العالم وفق منظمة الصحة العالمية، التي قدرت ان يرتفع عدد المصابين بالزهايمر الى 35.6 مليوناً في غضون عام 2030.
ما الذي يعنيه الأشخاص الشباب؟
عالمياً تطلق تسمية المرضى الشباب، المصابين بمرض الزهايمر، على الاشخاص الذين تطورت لديهم أعراض المرض قبل سن الخامسة والستين، وفي فرنسا يعد المرضى الشباب الذين يتم تشخيص اصابتهم قبل الستين.
وقد انشأت فرنسا في عام 2009 مركزاً وطنياً مرجعياً لمرضى الزهايمر الشباب الذين تقل اعمارهم عن الستين.
وتقول المختصة في الاعصاب فلورانس باسكييه، التي تدير هذا المركز المرجعي: ان الفترة بين التشخيص واول الاضطرابات يمكن أن تصل الى 5 سنوات، اي أكثر بسنتين مقارنة بالمرضى من فئة كبار السن، لكن لم هذا التأخير؟
وفي رده على هذا السؤال، يقول الدكتور آلان بيرار، الذي يعمل طبيبا ملحقا في مؤسسة ميديريك الزهايمر: «لا يبدو الامر واضحا بالنسبة لعائلة المريض ولا الاطباء، الذين لا يفكرون في الاصابة بهذا الداء في الاربعين».
ما خصوصية المريض الشاب؟
يمكن أن يعاني المريض الشاب من اضطرابات في السلوك، كالعدوانية والهيجان، ومن تعكر المزاج واضطراب الشخصية وفقدان الحس الاجتماعي، واحيانا يمكن ان يعاني من هلوسة، وهي اعراض قد تدفع الطبيب الى الاعتقاد بأن الحالة التي امامه تتعلق باضطراب نفسي او مرض عقلي، خاصة ان الاطباء غالبا لا يهتمون بتشخيض اضطرابات الذاكرة لدى المرضى الشباب، وفي هذا الشأن يقول الدكتور آلان بيرار: «ان كان مرض الزهايمر يظهر لدى 70 في المئة من الحالات التي تتجاوز اعمارها الستين، فان هذه النسبة تنخفض الى 30 في المئة بالنسبة للاشخاص، الذين تقل اعمارهم عن الستين، فالخرف على سبيل المثال يتم تشخيصه لدى 14 في المئة من الحالات».
كيف يتم التكفل بالمرضى؟
بعد التعرف على المرض وابلاغ المرضى وتجاوز مرحلة الصدمة، يجب ان تتم مرافقتهم يوميا، لان الامر يتعلق احيانا بأطفال او موظفين او آباء مسؤولين عن رعاية أطفال.. الخ.
وتؤدي الاضطرابات المرتبطة بداء الزهايمر الى الخروج من عالم الشغل في 9 حالات من كل 10، وان لم يكن التشخيص واضحا دوما، وفق دراسة اعدتها مؤسسة ميديريك الزهايمر مع الاستاذة فلورانس باسكييه.
فائدة العلاج النفسي والاجتماعي
يعد العلاج النفسي والاجتماعي فعالا جدا وضروريا، علاوة على العلاج بالادوية، لانه يسمح للمريض بالمحافظة على علاقاته الاجتماعية، ويحفز لديه التخيل، وهو ما انتهت اليه العديد من الدراسات، التي ابرزت اهمية الاستماع الى الموسيقى وتأثيرها الايجابي على مرضى الزهايمر او باركينسون او المصابين بالغيبوبة.
وقد شجعت الجمعية الفرنسية للزهايمر، في كتاب لها تحت عنوان «الكثير من الاشياء ينبغي قولها»، مرضى الزهايمر على ممارسة الرقص والرسم والاستماع الى الموسيقى وعزفها، وفي هذا الشأن يقول الدكتور الان بيرار: «تهدف تقنيات التحفيز المعرفي، ومن بينها العلاج بالموسيقى، الى تعزيز المعارف والعواطف والسلوكيات الاجتماعية لدى المرضى، واما استخدام المساحات الخضراء والحدائق في العلاج ومتابعة المريض، فمفيدان للغاية، حيث يمكن ان تحفز رائحة النباتات ومذاق الفواكه والنباتات رابطة اجتماعية ما».
وتقوم جمعيات فرنسية، مثل جمعية اداميان التي ترأسها شابة مصابة بالزهايمر، رغم انها في 36 من عمرها، برفقة زوجها، بتقديم الدعم العاطفي والاجتماعي للشباب المصابين بالزهايمر او الامراض ذات الصلة.